
أظهرت رسالة ماجستير نوقشت بجامعة سوهاج للباحثة مرام ممتاز وحصلت عليها بتقدير ممتاز مع التوصية بالطبع في موضوع “معالجة الصحافة المصرية لأحداث العملية الشاملة سيناء” أن الصحافة المصرية في تغطيتها ومعالجاتها لمواجهة الإرهاب كانت نسخة غير مبدعة من بيانات القوات المسلحة وتصريحات المسئولين الرسميين
الإشراف على الرسالة
أشرف على الرسالة كل من الدكتور صابر حارص والدكتور أحمد حسين محمدين والدكتور عادل صادق أساتذة الصحافة بجامعة سوهاج، وناقشها كل من الدكتورة أسماء عرام أستاذة الصحافة بجامعة قنا، والدكتورة هبة العطار رئيس قسم الإعلام التربوي بجامعة سوهاج
الصحافة أهملت مصادر أخرى مهمة
وقال حارص أن الصحافة أهملت مصادر أخرى مهمة كشهود العيان، والمراسل العسكري، وعلماء الدين، وخبراء السياسة الأمر الذي انعكس على أنواع المحتوى وأشكاله فجاءت خالية من الإبداع الصحفي في قضية تحتاج إلى القصص الإنسانية المؤثرة لضحايا الإرهاب، واللقاءات الصحفية، وتقارير عن الشهداء
وتابع حارص أن هذا الإهمال في تنوع المصادر وتنوع المحتوى انعكس أيضا على القوى الفاعلة التي تؤدي أدوارا إيجابية فلم يظهر منها إلا الجيش والشرطة ورئيس الجمهورية، وتراجعت أدوار علماء الدين والحكومة نفسها والقوى المجتمعية وأسر الشهداء وأهالي سيناء
الأساليب العاطفية في بيان مخاطر الإرهاب
ونتيجة لذلك توارت الأساليب العاطفية في بيان مخاطر الإرهاب، الأمر الذي جعل المعالجة الصحفية فقيرة وتقليدية وروتينة وغير شاملة للمعالجات الفكرية والسياسية والدينية رغم أن العملية سميت “بالشاملة” التي يقصد بها ليست عملية أمنية فحسب بل عملية شاملة تفضح الفكر التكفيري الذي عشعش في سيناء
وأكد حارص أن الدراسة أثبتت لا صوت يعلو فوق صوت الأمن القومي المصري، وليس هناك مجال لتنوع الآراء في مواجهة الإرهاب، ويجب القضاء على كافة التنظيمات الإرهابية، وفرض سيادة الدولة
المعالجات الخبرية في الصحافة عامة
وأوضح حارص أن هذه الأهداف برزت عبر المعالجات الخبرية في الصحافة عامة، وتوارت عنها المعالجات التفسيرية والتحليلية، وظهرت بمعدل متوسط في مقالات الرأي، وخاصة في صحيفة الوفد التي انطلقت من إطار دعم وتأييد العملية أكثر من إطار الصراع بين مؤسسات الدولة وتنظيمات الإرهاب الذي اعتمدت عليه الأهرام واليوم السابع
وأضاف حارص أن الأهرام التزمت أكثر بتوظيف الأخبار في التغطية ، بينما راحت اليوم السابع تصنع التقارير الإخبارية، بينما مالت الوفد بحكم كونها حزبية إلى صحافة الرأي
المطالبة بمعالجة الفكر المتطرف
ولفت حارص الى أنه رغم قلة المحتوى الديني في المعالجات إلا أن المطالبة بمعالجة الفكر المتطرف كان أكثر الحلول المطروحة في الصحف الثلاث 41.7% ثم المطالبة بتشديد العقوبات 20% بينما تخلت 18% من الموضوعات الصحفية عن تقديم أية حلول للقضاء على الإرهاب
ورصدت الدراسة أن الصحف المصرية وضعت التظيمات الإرهابية على رأس القوى المحرضة على العنف 37% تليها تركيا وقطر وجماعة الإخوان كل منها بنسبة 10%، بينما لم يرد أي دور تحريضي يذكر لإسرائيل وأمريكا وإيران إلا بنسبة 2% لكل منها
والدراسة توصي الصحافة بالكتابة الإبداعية في معالجات ملفات الإرهاب عامة لأنها قضايا انسانية وليست أمن قومي فحسب
المصدر: تيليجراف مصر