
أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليوم الأحد في اجتماع مجلس الوزراء أنه ينوي عقد مؤتمر صحفي الليلة، وتعهد بالرد على انتقادات اليمين بأن العملية التي قررها مجلس الوزراء كانت تهدف فقط إلى التوصل إلى اتفاق، وأضاف نتنياهو “يتمتع اليمين بموهبة خاصة في إسقاط الحكومات اليمينية، ثم ندفع ثمنًا باهظًا”.
في الوقت نفسه، أصدر زعيم المعارضة يائير لابيد دعوة غير عادية لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش لتوقيع خطاب “تغيير الظروف” لحل الكنيست، مدعيا أن “رئيس حزب في ائتلاف لا يستطيع الجلوس في حكومة لا يثق في زعيمها”.
تأتي دعوة لابيد بعد أن صرّح سموتريتش الليلة الماضية بأنه “للأسف، في الاجتماع الأخير للحكومة، فقدت الثقة في قدرة رئيس الوزراء ورغبته في قيادة الجيش الإسرائيلي نحو الحسم والنصر”، وبرر كلامه بالقول إنه يعمل على خطة تجمع بين “قرار عسكري سريع وتحرك سياسي فوري سيُكلف حماس ثمنًا باهظًا”. لكنه أضاف أن نتنياهو “تراجع عن موقفه”.
بحسب مراسلنا السياسي تامير موراغ، يجب على سموتريتش أن يحذر من الوقوع في نفس الخطأ الذي يكرره نتنياهو مع حماس. “هل تريد التهديد بالاستقالة؟ لا بأس – لديك رصاصة واحدة في مخزن سلاحك، وعليك أن تكون مستعدًا لإطلاقها، إذا أردت أن ينجح التهديد وأن تتمكن من تجنبه.”
أضاف شمعون ريكلين، مذيع أخبار 14، أن الحديث عن احتلال مدينة غزة هو مجرد محاولة لتشتيت انتباه الرأي العام الإسرائيلي، بهدف إظهار عزمهم على فعل شيء ما. ومن جهة أخرى، يهدف هذا إلى تهديد حماس للمرة المئة بأنه إذا ما توصلت إلى اتفاق مختلف، فسيلحق بها ضرر كبير.
لكن الحقيقة، كما قال ريكلين، هي أن نتنياهو يواجه صعوبة في الاختيار بين الخيارين الوحيدين أمامه: الاستسلام لحماس، وقبول شروطها العبثية، وإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل الانسحاب الكامل وإعادة إعمار القطاع. أما الخيار الثاني، فهو إنهاء الحصانة التي تتمتع بها حماس في المناطق التي يوجد فيها رهائن. ويتطلب بدء مناورة حقيقية في هذه المناطق محاولة إنقاذ الرهائن حتى مع وجود خطر تضرر بعضهم.
في ظل الجدل السياسي والضغوط التي تُمارس على نتنياهو، يُقدم خبراء سابقون في الجيش الإسرائيلي صورةً مُعقدةً للوضع الميداني. يُشدد عوزي ديان، نائب رئيس الأركان السابق، واللواء (احتياط) يفتاح رون تال، على التحديات الرئيسية في خطة السيطرة على غزة، وأهمها إجلاء السكان وضرورة التعبئة المناسبة للقوات.
بينما يعتقد ديان أن المهمة يمكن إنجازها بعدد أقل من المقاتلين، ولكن بقتال متواصل وكثيف، يُشدد رون-تال على ضرورة وجود قوة احتياطية كبيرة، وأن إجلاء السكان ضروري، ولكنه سيُطيل أمد الصراع. يتفق كلاهما على أن القرارات تُتخذ على المستوى السياسي، وأن الجيش سينفذها، لكنهما يُعززان الشعور بأن المهمة مُعقدة وصعبة، وأن خيارات إنهاء الحرب لا تزال بحاجة إلى التنفيذ.
المصدر: مصر تايمز