أخر الأخبار : وزراء يعترفون قبل قرار احتلال غزة: مجلس الوزراء الإسرائيلي أصبح جسدا فارغا

أخر الأخبار : وزراء يعترفون قبل قرار احتلال غزة: مجلس الوزراء الإسرائيلي أصبح جسدا فارغا

سيجتمع مجلس الوزراء السياسي والأمني الليلة الخميس الساعة السادسة مساء لمناقشة  ما إذا كانت إسرائيل  ستشرع في احتلال قطاع غزة ،  بعد مرور ما يقرب من عامين على اندلاع الحرب القاسية، ولم يعد خمسون مختطفا إلى ديارهم.

  و قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية ، إنه بالرغم أن هذا القرار يُعد من أكثر القرارات دراماتيكية التي يُفترض أن يُقرها مجلس الوزراء، إلا أن الوزراء يُقرون بأنهم يشعرون بأنهم “مُلزمون”، وأن جميع القرارات عمليا يتخذها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

“ختم مطاطي”، “لا قيمة له”: هكذا يصف الوزراء جلسة مجلس الوزراء، التي ستُعقد الليلة لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت إسرائيل ستتخذ إجراءً لاحتلال غزة، جميع القرارات، كما يقولون، يتخذها نتنياهو، فهناك  تسريبات، واشتباكات مع رئيس الأركان بدافع التشويه، ونقاشات لا طائل منها، وتهميش للوزراء، هكذا يبدو الوضع خلف الكواليس.
 

و قبل اجتماع مجلس الوزراء، صرّح رئيس الأركان إيال زامير صباح اليوم، في تقييم متعدد القطاعات للوضع أجراه منتدى هيئة الأركان العامة، قائلاً: “نعتزم هزيمة حماس وتفكيكها”. وأضاف: “سنبذل قصارى جهدنا لإعادة رهائننا،  لسنا بصدد نظرية، بل نتعامل مع حقوق الأفراد، والدفاع عن الدولة”. 

وستكون هذه أول مناقشة لمجلس الوزراء منذ 17 يوليو، أي بعد ثلاثة أسابيع من عدم مناقشة الوزراء انهيار محادثات صفقة الرهائن، وعدم مشاركتهم في قرارات تجديد المساعدات الإنسانية، وعدم تلقيهم تحديثات منتظمة حول سبل التوصل إلى قرار بشأن احتلال قطاع غزة.

مجلس الوزراء الإسرائيلي لا قيمة له 

كما يقول الوزراء المطلعون على مداولات مجلس الوزراء عن كثب بصراحة إنه هيئة تفتقر إلى الجوهر،  وصرح مصدر مطلع  لصحيفة يديعوت أحرونوت على التفاصيل: “مجلس الوزراء لا قيمة له، ولا أهمية له، من المستحيل عرض جميع الاعتبارات عليه، صحيح أن الجميع يستطيع الكلام، ولكن ما الفائدة؟ ففي النهاية، يُطرح اقتراح أو خطة، ويتحدث الوزراء، ثم يصوتون أو لا يصوتون. هذه المداولات لا معنى لها”.

بحسب قوله، غالبا ما تُعقد اجتماعات مجلس الوزراء للموافقة على عمليات عسكرية مُنفذة – كما في حالة الهجوم على الحوثيين، حيث أقلعت الطائرات قبل الاجتماع، وعبّر الوزراء عن غضبهم من مطالبتهم بالموافقة على ما حدث بالفعل. فلماذا تستمر المناقشات خمس أو ست ساعات؟ بحسب قوله، “لأن العديد من الوزراء يريدون التحدث للصحافة، والدليل على عدم جدوى هذا هو أن مجلس الوزراء يجتمع مرة واحدة.”

على الرغم من أن المستشارة القانونية لرئيس الوزراء، غالي بهاراف  ميارا، ضيفة دائمة بحكم القانون، إلا أن الوزراء يدّعون أنها نادرا ما تتحدث، كما يعترفون بأن معظمهم لا يتحدّون الأعراف ولا يطرحون أسئلةً صعبة. 

ومن الاستثناءات اللافتة الوزيرة أوريت ستروك، التي يقولون إنها تُدقق في أدق التفاصيل وتُظهر خبرةً مُدهشة،  ولا تتردد في التساؤل عن سبب اختيار الجيش لخيار دون آخر، ومع ذلك، يقولون إن تعليقاتها عادة لا تُؤخذ على محمل الجد.

تقول مصادر مطلعة على عمل مجلس الوزراء إن انعدام أهمية المناقشات أحيانا ما يجعلها منصةً للتسريبات، كثيرا ما يواجه الوزراء رئيس الأركان إيال زامير، أحيانا لمجرد التظاهر بالصراع على مناصبهم.

 كما كان رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي أحيانا بمثابة كيس ملاكمة لوزراء اليمين، بقيادة إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش وميري ريغيف، عاد ما يُذكرهم نتنياهو بضرورة الحفاظ على نقاش لائق، لكن هذا لا يُجدي نفعًا دائما، وفقا لهم.

في المقابل، اعتُبرت اجتماعات مجلس الوزراء التي تناولت الهجوم على إيران استثنائية بطبيعتها. لم تُسجّل أي تسريبات، ووُصفت المناقشات بأنها “أكثر تعمقًا وجدية من أي وقت مضى”. وبحسب المصادر، يكمن السبب في ذلك في العواقب الوخيمة لمثل هذا الإجراء والخوف من الرد الإيراني. وقال أحد المصادر: “كان الهجوم على إيران “وقتا للأموال”، وقد تصرف مجلس الوزراء بمسؤولية وجدية بالغتين. لكن هذا مثال استثنائي”.

منذ استقالة بيني غانتس وغادي آيزنكوت من الحكومة، تراجعت أهمية الحكومة المصغرة بشكل ملحوظ، واستُبعد الوزيران اللذان حلا محلهم- بن غفير وسموتريتش  من اتخاذ قرارات مهمة.

 وكان هذا هو الحال أيضا مع تجديد المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، الذي قُبل دون طرحه للتصويت مجددا، ويبدو أيضا أن قرار احتلال القطاع، الذي سيُطرح للموافقة عليه هذا المساء، قد اتُخذ في جلسة مصغرة لم يشارك فيها الوزيران، وفضّل نتنياهو عرض القرار مباشرةًعلى الحكومة بكامل هيئتها ، ربما لمنعهم من نسب الفضل إليه، أو لتجنب نقاش قد يُحرجه.

أصبحت المحافل الأمنية أكثر مرونةً خلال عهد نتنياهو، إذ يتجنب أحيانًا التشاور مع أيٍّ منها، ويتخذ القرارات بنفسهن أما المجلس الوزاري الأمني السياسي، الذي كان يُعتبر سابقًا منتدىً صغيرًا وفعالًا، فقد أصبح هيئةً كبيرةً ومعقدةً، يحضرها أحيانًا ما يقارب 50 شخصًا: رئيس الوزراء، والمستشار القانوني لرئيس الوزراء، ورئيس مجلس الأمن القومي، ورئيس الأركان، والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء، والسكرتير العسكري لوزير الدفاع، ورئيس الأركان، ومساعد رئيس الأركان، وكبار الضباط، ورئيس قسم مجلس الأمن القومي المسؤول عن مجلس الوزراء، والأمناء، وغيرهم. ويشارك في النقاش إلى جانب نتنياهو، وبالإضافة إلى بن جفير وسموتريتش، عدد من الوزراء: يسرائيل كاتس، ياريف ليفين، جدعون ساعر، آفي ديختر، رون ديرمر، ميري ريجيف، زئيف إلكين، إيلي كوهين، جيلا جمليئيل، أرييه درعي، دودي أمسالم، أوريت شتروك، ويتسحاق فاساروف.

المصدر: مصر تايمز