
شهدت مستشفى قصر العيني التابعة لجامعة القاهرة، أمس، حادثًا مؤلمًا بوفاة الطبيبة الشابة سلمى محمد حبيش، طبيبة امتياز من مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، أثناء تأدية واجبها المهني، إثر تعرضها لهبوط حاد في الدورة الدموية بسبب إرهاق شديد وضغط العمل المتواصل دون راحه.
وفاة الدكتورة سلمى حبيش داخل مستشفى قصر العيني
وقالت أسرة الطبيبة الراحلة أنها كانت تعمل لساعات طويلة متواصلة، حيث أنهت مناوبتين متتاليتين (شفتين) دون الحصول على قسط كافٍ من الراحة أو تناول الطعام، ما تسبب في تدهور حالتها الصحية بشكل مفاجئ.
وأكدت الأسرة أنه بعد تعرض سلمى لحالة إغماء تم نقلها على الفور إلى قسم العناية المركزة، لكنها فارقت الحياة رغم محاولات إنقاذها بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية.
ونعي شقيقها محمد حبيشه احته بكلمات مؤثرة في منشور له عبر صفحته الرسمية فيسبوك، قائلا “بقلوب مؤمنة مسلمة بقضاء الله وقدره أنعى وفاة أختي الغالية فقيدة الشباب د/ سلمى محمد حبيش.. سائل المولى عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته ويلهمنا الصبر والسلوان، والحمد لله”.
وأشار إلى إقامة صلاة الجنازة ظهر اليوم بمسجد الباشا بالمحلة، والدفن بمقابر الشهداء مع تخصيص سرادق للعزاء وأماكن للسيدات.
وكانت تخرجت الطبيبة الراحلة من كلية الطب بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، وبدأت فترة الامتياز بالقصر العيني قبل عدة أشهر حيث عرفت بين زملائها بالالتزام المهني وحب مساعدة الآخرين إلى جانب تمتعها بأخلاق رفيعة وروح العطاء.
وأكد أحد زملائها أن نوبات العمل في بعض الأقسام قد تمتد لأكثر من 36 ساعة، مشيرًا إلى أن سلمى كانت تؤدي مهامها حتى اللحظات الأخيرة دون شكوى.
ونعت النقابة العامة للأطباء الطبيبة سلمى حبيش، معربة عن بالغ حزنها لرحيلها أثناء أداء واجبها الإنساني والمهني، وداعية الله أن يتغمدها بواسع رحمته، وأن يلهم أسرتها الصبر والسلوان.
كما عبر الدكتور جمال شعبان، أستاذ أمراض القلب، عن حزنه العميق عبر صفحته على فيسبوك، وكتب: “طبيبة الامتياز سلمى حبيش تموت وهي في ثياب العمل، ثياب العرق والشرف والعطاء، داخل مستشفيات جامعة القاهرة، تقبلها الله شهيدة عنده”، مشيرًا إلى أن وفاتها جاءت نتيجة سكتة قلبية وهبوط حاد في الدورة الدموية.
وأضاف جمال شعبان، في منشور على صفحته بفيسبوك، أن صورة الراحلة وهي تحمل صورة شقيقها الذي توفي في حادث منذ سنوات ستظل عالقة في الأذهان، مؤكدًا أن رحيلها يعكس ضغوط العمل الهائلة التي يتحملها شباب الأطباء في المستشفيات الحكومية.
المصدر: مصر تايمز