ازدواجية إسرائيل.. قادتها يندبون بعد قصف سوروكا وينسون تبريرهم تدمير مشافي غزة

ازدواجية إسرائيل.. قادتها يندبون بعد قصف سوروكا وينسون تبريرهم تدمير مشافي غزة

كتبت- أسماء البتاكوشي:

ما بين قصف إسرائيل للمستشفيات في غزة، بزعم استخدامها من قبل حركة المقاومة الإسلامية “حماس” لتخزين الأسلحة واستخدام الأنفاق أسفلها، وبين استهداف إيران مبنًى عسكريًا بجوار مستشفى سوروكا الإسرائيلي –الذي كان يستقبل أسرى الاحتلال المُفرج عنهم من قبل المقاومة– تباينت المواقف وظهرت ازدواجية في ردود فعل المسؤولين الإسرائيليين، الذين سارعوا هذه المرة إلى التنديد واعتبار الضربة “جريمة حرب”.

وكان أول من ندد بالهجوم الإيراني رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وصف استهداف مستشفى سوروكا حسب زعمه، “بأنه عمل إرهابي من قبل طغاة إيران”، متوعدًا طهران بأنها ستدفع ثمنًا باهظًا”، معتبرًا أن ضرب منشأة طبية يرقى إلى “جريمة حرب صادمة تستهدف الأبرياء”.

لكن موقف نتنياهو جاء مغايرًا تمامًا لتصريحاته عندما كانت إسرائيل تستهدف مستشفيات غزة المكتظة بالجرحى والمدنيين الذين كانوا يعتبرون هذه الأماكن ملاذات آمنة، ففي مايو الماضي عندما شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي غارة على مستشفى أوروبا في خان يونس جنوبي غزة وراح ضحيتها عدد من المدنيين والمرضى، خرج نتنياهو نفسه ليبرّر القصف علنًا.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن المستشفى “يستخدم كمخبأ لعناصر حماس” وإنه “يوفر غطاءً للأنشطة العسكرية تحت الأرض”، ما اعتُبر حينها تبريرًا مباشرا لاستهداف منشأة طبية، وأن الازدواجية في الخطاب تكشف سياسة انتقائية في توصيف الأهداف وتحديد المسؤوليات.

واعتبر وزير الدفاع يسرائيل كاتس استهداف مستشفى سوروكا خلال الهجوم الإيراني “جريمة حرب مكتملة الأركان”، معتبرًا أن أمينه العام آية الله علي خامنئي هو ديكتاتور جبان يأمر بقصف المنشآت الطبية، حسب وصفه، مؤكدًا أن إسرائيل قد تضرب أهدافًا استراتيجية داخل طهران، وذلك في تصريحات تناولتها وسائل الإعلام العبرية.

لكنّ وزير الدفاع الإسرائيلي هو نفسه الذي كان قد برّر في مايو الماضي استهداف المستشفى الأوروبي في خان يونس، غزة، بالقول دون تردد: “لن نسمح لحماس باستخدام المستشفيات ومرافق الإغاثة كملاجئ ومقرات إرهابية”

واتهم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، النظام الإيراني باستهداف المراكز المدنية والمستشفيات في هجماته الصاروخية، واصفًا هذا السلوك بأنه محاولة “لتبرير فعلته الإرهابية عبر ذرائع كاذبة وفارغة”، على حد تعبيره.

وقال أدرعي، في تغريدة عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”، إن النظام الإيراني “يطلق صواريخه العدوانية نحو مراكز مدنية ومستشفيات”، معتبرًا أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى التغطية على “الضربات الموجعة التي يتعرض لها في منظوماته الاستراتيجية”، مضيفًا أن هذا نهج المهزوم الذي سيواصل تكبد الضربات الواحدة تلو الأخرى.

قصف المستشفيات والأماكن المدنية التي يندد به أدرعي الآن كان قد بررها سابقًا عندما تعلق الأمر في غزة، ما تسبب في استشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينببن، إذ قال في تصريحات له: إن بعض المستشفيات في غزة “تعتبر أهدافًا لإسرائيل بسبب استخدامها من قبل جهات مسلحة”، داعيًا السكان للابتعاد عنها وتحمّل الإجراءات الضرورية لضمان سلامتهم بحسب تعبيره.

ومن أبرز الوزراء في الحكومة الإسرائيلية، يأتي رد فعل وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، الذي قال إن الحملة التي تشنها إسرائيل ضد إيران تُعد “الأكثر عدالة في تاريخ البلاد”، وذلك بعد هجمات صاروخية شنتها إيران صباح اليوم على مناطق متعددة في تل أبيب.

وأضاف بن غفير في منشور له عبر منصة إكس: “النازيون الذين يطلقون الصواريخ على المستشفيات وكبار السن والأطفال، لو امتلكوا أسلحة نووية لما ترددوا لحظة في استخدامها”، في إشارة إلى إيران.

بن غفير الذي اشتهر بكراهيته للفلسطينيين وبرر قتلهم، فعندما قصف الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الأهلي المعمداني في غزة، نشر منشورًا صادمًا قال فيه: إن “الشيء الوحيد الذي يجب أن يدخل غزة طالما أن حماس لا تفرج عن الأسرى الذين تحتجزهم ليس جرامًا واحدًا من المساعدات الإنسانية، بل مئات الأطنان من المتفجرات من سلاح الجو”.

كما تصدّر المشهد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، المشهد الذي اتهم إيران بارتكاب “جرائم حرب” بحق المدنيين وطالب بـ”ملاحقة دولية لطهران” إثر قصف مستشفى سوروكا، رده الراهن يتناقض تمامًا مع موقفه السابق من قصف مستشفيات غزة، فقد أيد في مناسبات سابقة حق تل أبيب بشرح قانوني واضح للقصف عندما كانت تستهدف منشآت طبية بعد تبرير مثل: “المستشفيات تُستخدم من قبل حماس لتخزين الأسلحة وتنفيذ الأنشطة العسكرية” .

وفي مارس الماضي، دعا جدعون ساعر إلى تقديم “وثائق قانونية” لدعم موقف إسرائيل خلال هجومها على المستشفى الأوروبي في خان يونس، متهمًا حركة حماس باستغلال مرافق الإغاثة في خرق القانون الدولي.

وفي أبريل، تعرّض لاتهامات رسمية في بريطانيا، بعد أن طالبت منظمة “هند رجب” بإصدار مذكرة توقيف بحقه، مستندة إلى مزاعم بأنه يكمن “وراء سياسة تستهدف المدنيين باستخدام القصف والعقاب الجماعي.

فيما شارك وزير التعليم الإسرائيلي يوآف كيش في سابقة تنطوي على تضارب في الخطاب، إذ ألمح إلى أن أحد الضربات الإيرانية استهدفت روضة أطفال قرب مستشفى سوروكا، محذرًا من “تجاوز الخط الأحمر” في استهداف المرافق المدنية، ورغم موقفه الآن فقد دافع في وقت سابق عن غارات إسرائيلية استهدفت مستشفيات قطاع غزة بزعم أن “مخازن عسكرية” تابعة لحماس كانت موجودة تحت القبو، قائلًا: “لن نسمح لحماس باستخدام المستشفيات ومرافق الإغاثة كملاجئ ومقرات إرهابية”.

يشار إلى أنه في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، تعرض مستشفى سوروكا، أكبر منشأة طبية في جنوب إسرائيل، لأضرار جسيمة نتيجة ضربة صاروخية إيرانية على مبنى عسكري إسرائيلي، في واحدة من أعنف موجات التصعيد بين الجانبين.

الهجوم كان الهدف منه حديقة “غاف يام نيغيف” التكنولوجية، التي تقع بجوار مستشفى سوروكا وتحتضن مركز القيادة والاستخبارات C4i التابع لجيش الدفاع الإسرائيلي، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”.

المصدر: مصراوي

ملحوظة : موقع ( جريدة النهاردة ) قارئ إخباري مستقل لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لانها لا تعبر عن رأي الموقع وقد تم نشر الخبر كما هو من المصدر.