الأعلى منذ 80 عامًا.. رسوم ترامب الجمركية تهدد النمو العالمي

كشفت تقديرات اقتصادية أن الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا قد تلحق أضرارًا واسعة بالنمو الاقتصادي داخل الولايات المتحدة، وترفع معدلات التضخم وتُضعف الطلب العالمي، وسط تحذيرات من تداعيات ممتدة تطال الشركاء التجاريين.

وبحسب “بلومبرج إيكونوميكس”، فإن متوسط الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية سيرتفع من 2.3% في عام 2024 إلى 15.2%، وهو أعلى مستوى منذ الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، بعد تطبيق رسوم تتراوح بين 10% و41% أعلن عنها أمس الجمعة.

وأشار التحليل إلى أن هذه الرسوم قد تُخفض الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنسبة 1.8%، وتؤدي إلى زيادة في الأسعار الأساسية بنسبة 1.1% خلال فترة تمتد من عامين إلى ثلاثة أعوام، مشددًا على أن الأثر الفعلي سيعتمد على قدرة الشركات على امتصاص التكاليف ضمن هوامش أرباحها، أو تمريرها إلى المستهلك النهائي.

الرسوم الجمركية والتضخم 

وعلى الصعيد العالمي، حذرت “بلومبرج” من أن ارتفاع الرسوم الجمركية قد يُضعف الطلب في اقتصادات الشركاء التجاريين، ما يُشكل ضغوطًا هبوطية على النشاط الاقتصادي والتضخم في عدد من الدول.

وتوقعت المذكرة البحثية أن تتعرض الصين وسويسرا لأكبر الأضرار، خاصة مع استمرار فرض رسوم بنسبة 20% على واردات تتعلق بمادة الفنتانيل الصينية، وارتفاع معدل الرسوم على السلع السويسرية إلى 39% ما يتجاوز مستويات أبريل الماضي.

ورصد التقرير جانبًا إيجابيًا يتمثل في مهلة الثمانية أيام التي تفصل بين الإعلان وتطبيق الرسوم الجمركية، ما يمنح بعض الدول فرصة إضافية للتفاوض مع واشنطن لتفادي الضرائب المرتفعة.

وأكدت كوسان أن التوقعات الاقتصادية الحالية قد تتغير في حال تم تعديل اتفاقيات الرسوم مع الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية، أو إذا نجحت المفاوضات الجارية مع الصين في الوصول إلى اتفاق شامل.