المغرب/مصر.. تقارب في عدد السياح وتفوق مصري كبير في المداخيل

المغرب/مصر.. تقارب في عدد السياح وتفوق مصري كبير في المداخيل

رغم كل الإنجازات السياحية التي تحققت خلال السنوات الأخيرة بالمغرب، أعادت تكهنات تفيد بإحجام عدد كبير من مغاربة المهجر عن زيارة المملكة هذا الصيف، طرح أسئلة عميقة حول بنية السياحة الوطنية، وكاشفة أنه لا تزال بعض المعطيات بحاجة إلى عمل كبير، وخصوصا على مستوى الإيرادات السياحية.

وتكشف مقارنة المعطيات ببلدان قريبة، ومنافسة، تحقق نفس العدد من السياح مقارنة بالمغرب، أن أرقامها من حيث المداخيل تفوق مداخيل المغرب السياحية بكثير.

فعند متم شهر يونيو الماضي، استقبل المغرب 8,9 ملايين سائح، متفوقاً بشكل طفيف على إحدى أكبر منافسيه في شمال إفريقيا، مصر، التي وفد عليها 8,7 ملايين سائح، غير أن هذا التفوق من حيث التعداد والوفود لا ينعكس على الإيرادات السياحية بشكل منسجم، حيث فاقت مداخيل الجمهورية العربية مداخيل المغرب بنحو مِلياري دولار.

وفي قراءة لهذه المفارقة، أوضحت المتخصصة في القطاع السياحي، سارة الطلحاوي، أن الأمر يتعلق بنموذجين سياحيين مختلفين يؤديان بالتبع إلى واقعين متباينين.

وشددت المتحدثة على أن المغرب غني بمؤهلاته لكنه فقير من حيث الاستراتيجية السياحية، بينما مصر قد تكون أقل جاذبية من حيث المؤهلات الطبيعية، لكن استراتيجيتها السياحية فعالة بشكل كبير.

وضربت الطلحاوي مثالا على ذلك بجودة الخدمات بين البلدين؛ “في مراكش مثلاً تطرح بعض المطاعم حسابات تصل إلى 1200 درهم لشخصين، دون تقديم خدمات لائقة، بل حتى دون تناسق بين الأسعار وتجربة الزبون”.

وفي المقابل، تضيف الفاعلة في مجال مهن السياحة والمطعمة والترفيه، أنه بمدينة الأقصر المصرية، التي تعد نظير مدينة مراكش بوصفها من جواهر السياحة المصرية؛ ” يمكن الاستفادة من رحلة بحرية شاملة لمدة 4 أيام، مع مرشد سياحي يتحدث اللغة الفرنسية، وعروض فرجوية، ومأكولات محلية، وخدمات في قمة الرفاهية.. كل ذلك بنفس السعر سالف الذكر”.

وتساءلت الطلحاوي في هذا الصدد؛ “من الذي يضمن ولاء الزبون؟ في هذه الحالة؟ من الذي يقدم تجربة تحولية للزبون؟ من الذي يحترم سائحه؟”.

وخلصت إلى أن المغرب يرتجل في مواضع تعمل فيها جمهورية مصر العربية على الهيكلة، و”في حين تبيع مصر تجربة محبوكة، لا يزال المغرب يبيع في كثير من الأحيان بطاقات تذكارية سيئة الصنع”.

وأضافت أن مصر تسحر العالم بأسره بعروض مضمونة، في حين ما زال المغرب يعول على مواطنيه المقيمين بالخارج وعلى جاذبيته الطبيعية.

واعتبرت أن المغرب لا تنقصه الجاذبية، بقدر ما يفتقر لرؤية تجارية، محذرة من الخطر الكامن في كون “السائح المُحبط لا يكتفي بعدم العودة فحسب، بل ينشر الخبر ويثبط عزيمة الراغبين في الإقبال على الوجهة”، كما أن “الوجهة السياحية التي لا تمتلك استراتيجية واضحة تُنسى، رغم كل ثرواتها”.

وخلصت إلى أن امتلاك المغرب مؤهلات هائلة لم يعد كافيًا، “نحن بحاجة إلى عروض واضحة، وباقات مُصممة بعناية، وتوجه مدروس، وترويج ملموس لتراثنا الثقافي، وإلا فسيُحسن الآخرون استغلاله، ويأخذون مكانه”.

المصدر: مدار 21