“تيك توك” ينفلت في مصر.. وأصوات برلمانية تتأرجح بين الحظر والضبط

اتجهت الأنظار إلى منصة “تيك توك”، وتصاعد الجدل حولها خلال الساعات الماضية، على خلفية حملات أمنية انتهت بضبط عدد من صُنّاع المحتوى بتهم تتعلق بنشر مواد مسيئة وخادشة للحياء، واستغلال الأطفال، ما أثار موجة استياء واسعة ضد المنصة.
مطالبات بغلق “تيك توك”
وتنامت مطالبات بـ إغلاق تيك توك في مصر بشكل نهائي، باعتباره مصدر تهديد لقيم المجتمع وثوابته، ووسيلة لتدمير وعي النشء، ضمن ما وصفته بعض رافضي هذه المنصة بـ”حروب الجيل الرابع”.
في المقابل، انقسمت الآراء داخل البرلمان بين مؤيدين لحجب “تيك توك” بشكل كامل كإجراء وقائي لحماية النشء، ومعارضين يرون أن الحل يكمن في وضع ضوابط وتشريعات صارمة، إلى جانب تعزيز الوعي المجتمعي بطرق التعامل الآمن مع الفضاء الإلكتروني.
ضبط صناع محتوى على “تيك توك”
ومن بين صناع المحتوى على “تيك توك” الذين تم إلقاء القبض عليهم خلال الساعات الماضية، كل من سوزي الأردنية، ةأم سجدة، وأم مكة، وشاكر، ومداهم، بتهم استغلال الأطفال وتقديم محتويات خادشة للحياء.
حظر “تيك توك”
وتعتزم، عضو مجلس النواب، مي أسامة رشدي، التقدُّم باقتراح برغبة، إلى رئيس الوزراء ووزير الاتصالات لحظر منصة تيك توك في مصر نهائيًا، لخطورتها على ثوابت المجتمع.
وترى رشدي، أن “تيك توك” ليس أقل خطرًا على الشباب من تأثير المخدرات، لما يحاك من مؤامرات تستهدف الشباب الذين يمثلون رجال وقادة المستقبل.
حروب الجيل الرابع
وحذرت النائبة من أن حروب الجيل الرابع تسعي للسيطرة على عقول الشباب وتغيير بوصلتهم وهويتهم في المستقبل القريب، لافتة إلى أن بعض المحتويات التي تُقدّم على منصات التواصل المختلفة تعد أدوات لهذه الحروب.
كما حذرت من أن تطبيق “تيك توك” يستهدف تغيير الثوابت المجتمعية، وقالت: “حينما نرى الجاهل والبلطجي والراقصة ومَنْ تُطلِق على نفسها فنانة أصبحوا بين ليلة وضحاها نجومًا على السوشيال ميديا يحققون الملايين من التعري والعهر، سنجد أبناءنا يتركون مستقبلهم ودراستهم ويتفرغون لهذا التطبيق لجني المال بكل سهولة”.
مطالبات بوقف “تيك توك”
وأشارت النائبة إلى وجود مطالب جماعية على مواقع التواصل الاجتماعي بوقف منصة “تيك توك” في مصر، في ظل خطرها المتزايد يومًا بعد يوم، ودعت إلى سرعة تحرُّك الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة الاتصالات لوضع حد للحفاظ على المجتمع المصري كمجتمع شرقي له عاداته وتقاليده.
وهناك أكثر من 11 دولة حول العالم اتخذت إجراءات صارمة تجاه “تيك توك”، بسبب مخاطره منها أستراليا وبريطانيا، حسب ما أشارت إليه عضو مجلس النواب مي أسامة رشدي.
سلاح ذو حدين
على النقيض، أبدت وكيل لجنة الاتصالات بمجلس النواب، الدكتورة مها عبدالناصر، اعتراضها على حجب “تيك توك”، ووصفت المنصة بأنها “سلاح ذو حدين”، يقدم محتويات مفيدة مثلما يقدم ما هو ضار.
وترى عبدالناصر، أن حل هذه الأزمة يكون عبر توعية الأفراد بهذه المخاطر خاصة الأطفال والشباب، وهو ما يكمن في الدور الذي يجب أن تلعبه الأسرة.
وقالت عبدالناصر في تصريحات لـ“تليجراف مصر”: “يجب مواجهة مخاطر منصات التواصل الإلكترونية مثل (تيك توك) من خلال زيادة الوعي المجتمعي بين المواطنين، خصوصًا الأطفال والشباب، بانتقاء المحتوى الذي نتعرّض له، بحيث يكون هادفًا على سبيل المثال فني أو تعليمي أو تثقيفي”.
وأضافت أن حجب “تيك توك” ليس حلًا، لأنه يمكن حينها التوجه إلى منصات أخرى مشابهة، مشددة على ضرورة الاهتمام بالبلاغات التي يتم تقديمها بشأن المحتويات الخارجة على “تيك توك” واتخاذ ما يلزم من إجراءات ضدها.
المحتويات الخطرة على “تيك توك”
وفيما يتعلّق بسُبل مواجهة المحتويات الخطرة على منصة “تيك توك”، أوضحت عبدالناصر، أنها تبدأ من الإبلاغ عن المحتويات الخارجة التي يقدمها عدد محدود من الأشخاص، ثم التعامل معها بجدية من قِبل الجهات المعنية.
وحذّرت من أن بعض المحتويات على المنصة “تافهة” تُغيّب العقول وتُضيِّع الوقت على الأطفال والشباب، بالإضافة إلى تقديم محتوى طبي غير سليم فيما يُسمى بـ”الطب البديل” ما يودي بحياة البعض أحيانًا.
تشريع جديد لضبط “تيك توك”
وطالبت وكيل لجنة الاتصالات بمجلس النواب، بسن تشريع جديد لتنظيم الفضاء الإلكتروني لمنع تقديم المحتويات المختلفة دون تصاريح خاصة من الجهات المعنية.
حل أزمة “تيك توك” بين الحظر والضبط
من جانبه، رد رئيس لجنة الاتصالات بمجلس النواب، أحمد بدوي، على الأصوات المطالبة بحظر “تيك توك” في مصر، بسبب بعض المحتويات غير الأخلاقية، بتأكيده على أن الحل لا يكمن في الحظر، بل في وضع ضوابط رقابية وتشريعات فعّالة”.
وقال بدوي، في تصريحات له، إن التطبيقات التي تخالف الضوابط والقوانين الخاصة بالدول، يحق للحكومة إغلاقها، لافتًا إلى أن هناك بعض الأشياء حُجبت من التطبيق، موضحًا أن لجنة الاتصالات بمجلس النواب تتابع ما يُنشر عبر التطبيق، وفي حال وجود أمر مخالف يتم التحرك.
وأكد بدوي، أن منصة “تيك توك” وعدت بتحسين المحتوى خلال ثلاثة أشهر، موضحًا أن مصر يمكنها وضع ضوابط خاصة تتماشى مع القيم والأخلاق المصرية، وهذه الضوابط قد تكون مختلفة عن الضوابط الموجودة في العالم.
المصدر: تيليجراف مصر
تعليقات