عاجل.. متحدث فتح يكشف لـ”مصر تايمز” حقيقة الأطراف الخفية وراء الحملة التحريضية ضد مصر

في الوقت الذي تقود فيه مصر جهودًا حثيثة لوقف العدوان على غزة، وفتح مسارات الإغاثة والتهدئة، تخرج أصوات نشاز تهاجم القاهرة وتشكك في دورها التاريخي تجاه القضية الفلسطينية.
وسط هذا المشهد الملتبس، تتجه الأنظار إلى موقف حركة “فتح”، باعتبارها الفاعل الوطني الأبرز على الساحة الفلسطينية.
وكشف عبد الفتاح دولة، المتحدث الرسمي باسم حركة فتح، في حوار خاص لـ“مصر تايمز”، عن خلفيات التظاهرات الأخيرة التي استهدفت مصر، وموقف الحركة منها، وحقيقة الأطراف التي تقف خلف حملات التحريض، ورسالة “فتح” إلى الشعب المصري.
كيف تقيّمون الشعارات المُناهضة لمصر في بعض التظاهرات بالأراضي المحتلة؟
هذه الشعارات مرفوضة جملةً وتفصيلًا، ولا تعبّر عن الإرادة الحقيقية للشعب الفلسطيني الذي تربطه بمصر روابط دم وتضحيات مشتركة، بعضها صادر عن جماعات ضيقة تتبع أجندات إخوانية تدميرية، والبعض الآخر نتاج جهل بحقائق الدور المصري الذي لا ينكره إلا جاحد أو متآمر.
هل هذه التحركات شعبية أم موجّهة من أطراف خارجية؟
الأدلة الميدانية تؤكد أن معظمها مُدار من أجندات هدامة ومتساوقة مع خطاب اليمين المتطرف في دولة الاحتلال ويهدف إلى تفكيك الوحدة الفلسطينية والعربية.
كيف نفسّر تزامنها مع تصاعد الضغط الدولي على الاحتلال؟ ولماذا تُرفع في تل أبيب بترخيص من الاحتلال بينما لا نراها في وجه الاحتلال وجرائمه المستمرة بحق شعبنا الفلسطيني؟
الجواب واضح: إنها لعبة سياسية بائسة لضرب دور مصر المحوري والثابت تجاه القضية الفلسطينية وعلى مستوى المنطقة.
لماذا يتصاعد الغضب ضد مصر في هذا التوقيت بالذات؟
لأن مصر تقود حاليًا حملة دبلوماسية مكثفة لفضح جرائم الاحتلال، ودفع المجتمع الدولي لوقف العدوان. وقيادة الخطة العربية والإسلامية للتعافي المبكر في قطاع غزة. وسعيها لتخقيق حل سياسي يضمن تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وفقا لقرارات الشرعية الدولية. بعض الأطراف تخشى نجاح هذه الجهود، فتختلق الأزمات لصرف الأنظار عن دورها المشبوه في خدمة المشروع الصهيوني. وموقفها الحاسم من التهجير القسري للشعب الفلسطيني والذي وقفت الى جانب صمود شعبنا في وجهه وحالت وتحول دون حدوثة.
كيف تردون على محاولات تشويه دور مصر التاريخي؟
بالوقائع لا بالكلام: مصر هي من فتحت معبر رفح رغم رفض الاحتلال قبل ان يعود احتلاله بالكامل من الجانب الفلسطيني، وهي من أرسلت آلاف الشاحنات الإغاثية، وهي من وقفت سدًا أمام التهجير القسري. من يتهمها بالتجويع فليُجِب: أين كان صوتهم عندما أغلق الاحتلال المعابر؟ ولماذا يصمتون عن جرائمه اليومية؟
هل هناك تواصل مع القيادة المصرية لتبيان موقف فتح من هذه الاحتجاجات؟
التواصل مع الشقيقة مصر مستمر على أعلى المستويات، وموقفنا واضح: نرفض أي مساس بسيادتها أو تشكيك في دورها. وقد قدّمت القيادة الفلسطينية شكرها الرسمي للدور المصري، وهذا ما أكدته بياناتنا الرسمية.
ونحن ننسق مع مصر كل الجهود والتحراكات والمواقف لأهمية الدور المصري في دعم الموقف والجهد الفلسطيني.
هل هناك تحريض ممنهج على وسائل التواصل ضد مصر؟
نعم، هناك حسابات وهمية و”بوتات” تُدار من دوائر معروفة تُضخّم الأكاذيب. بعضها تابع لتنظيمات إرهابية اخوانية ومن قادة من حركة حماس والآخر مرتبط بأجندات إقليمية تريد تحويل غزة إلى ساحة صراع بدلًا من كونها قضية تحرر.
كيف تواجهون الانقسام الداخلي والتصعيد الإعلامي؟
بالخطاب الوطني الذي يعبر عن اخلاق شعبنا. حركة فتح تعمل على توحيد الرواية الفلسطينية، وتكثيف التوعية بمخاطر هذه الفتنة، خاصةً أن شعبنا يعاني أساسًا من حرب إبادة وتشريد. لا مكان هنا للخلافات الجانبية. عدا ان هذا التشكيك والتشويه الإعلامي لا يمثل الشعب الفلسطيني ولا يعبر عن مواقفه وقد جوبه من قطاعات وقوى وأبناء شعبنا.
ما هي رسالتكم إلى الشعب المصري؟
أنتم أخوة لنا في العروبة النضال، ولن نسمح لأحد بتمزيق هذه الأخوة، دماء شهداء مصر في حروب فلسطين لن ننساها، ودعمكم السياسي والإنساني هو عصب صمودنا. نثق بأنكم تفرقون بين صوت الشعب الفلسطيني الأصيل وبين أصوات مأجوره وموجه.
ماذا تطلبون من الإعلام المصري؟
أولا نحيي الاعلام المصري وما يقوم به من جهد اعلامي على مدار الساعة من أجل فلسطين.
ثانيا.. نقول له بان لا يلتفت لهذه الأصوات العابثة والمارقة فلا قيمة لها. وان يواصل ما يقوم به من جهد اعلامي صادق نقل الصورة كاملة: معاناة شعبنا تحت القصف، وجرائم الاحتلال، وجهود مصر لإنقاذ غزة وسيادة الفلسطيني كما على ارضه، وجهد تجسيد الدولة الفلسطينية. ونرجو التركيز على الرواية الوطنية الموحدة والصادقة في وجه الخطابات المثيرة للفرقة. فلسطين ومصر جسد واحد، والعدو واحد.
ونؤكد رفض حركة فتح، أي تطاول على مصر أو الأردن او عمقنا العربي الاصيل، ونعتبره خيانة للقضية. من يهاجم أشقاءنا يخدم مشروع الاحتلال، وسيواجه بإجماع فلسطيني وعربي.
المصدر: مصر تايمز
تعليقات