في غرفة العمليات أو المشرحة.. هل تأمن على أعضائك من السرقة؟

في غرفة العمليات أو المشرحة.. هل تأمن على أعضائك من السرقة؟

وسط زحام الأخبار الصادمة والصور المثيرة التي تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي عن الاتجار في أعضاء البشر، تظهر بين الحين والآخر روايات مرعبة عن سرقة الأعضاء داخل المستشفيات، و”ضحايا مجهولين” سقطوا فريسة للعصابات، ومع تصاعد تداول تلك القصص، تتزايد المخاوف وتعلو الأسئلة: هل أصبح الخطر حقيقيًا داخل المستشفيات؟

حقيقة سرقة الأعضاء

روايات “سرقة الأعضاء” أثناء العمليات أو من المتوفين في المشرحة، تحمل الكثير من الإثارة، لكنها غالبا ما تفتقر إلى المصداقية العلمية والواقع، وما يحدث لا يخرج عن إطار المخالفات القانونية التي تخضع للرقابة والمحاسبة، وبين الخوف والحقيقة، تبقى الدعوة مفتوحة للتفكير بعقلانية.

أساطير معاصرة

وصف الدكتور أشرف قطب، استشاري العلاج الطبيعي وعلاج الإصابات والألم، ما يُتداول على مواقع التواصل حول سرقة الأعضاء بأنه “أساطير معاصرة” تفتقر إلى أدنى معايير العلم، مؤكدا أنه لا يوجد ما يُسمى بتفريغ الجثث من الأعضاء وسرقتها، وهي خرافات لا تستند إلى أي أساس طبي أو منطقي.

وأوضح قطب، في تصريحات لـ “تليجراف مصر”، أن أجساد المتوفين التي تظهر في الصور المتداولة بخياطة طولية ليست أدلة على جرائم، بل نتيجة لتشريح قانوني يتم تحت إشراف الطب الشرعي لتحديد سبب الوفاة، ثم تُخاط بطريقة وظيفية استعدادًا للدفن، متسائلًا: “لو افترضنا جدلًا أن هناك من سرق أعضاء، فلماذا يخيط جسد المتوفى بعد ذلك؟”.

ويضيف قطب، أن المفهوم المتداول حول “سرقة أعضاء” المتوفين أو داخل العمليات خاطئ في أساسه، موضحًا أن ما يحدث أحيانًا هو “اتجار غير مشروع بالأعضاء”، غالبًا بموافقة الطرفين – المتبرع والمتلقي – مقابل مبلغ مالي، وهو مخالف للقانون، لكنه لا يتم عبر خطف أو قـتـل كما تروّج بعض القصص الملفقة.

شروط التبرع بالأعضاء

ويشرح: “القانون المصري يسمح بالتبرع بالأعضاء بين الأقارب حتى الدرجة الثالثة، وأي تبرع خارج هذه الدائرة يخضع لضوابط صارمة، وفي حال التجاوز يتم اتخاذ الإجراءات القانونية، دون أن يكون الأمر متعلقًا بجريمة قتل أو اختطاف”.

ومن زاوية علمية ردّ قطب على الادعاءات قائلًا: “الأعضاء لا تعيش طويلًا خارج الجسم البشري، تبدأ في التلف بعد نصف ساعة فقط ما لم تُحفظ في بيئة طبية دقيقة جدًا، وبالتالي ذلك يتطلب تجهيزات متقدمة وأطقم طبية مدربة”، متساءلًا فهل يُعقل أن تقوم عصابة بكل هذا؟”.

زراعة الأعضاء

وأكد استشاري العلاج الطبيعي، أن زراعة الأعضاء تقتصر على الكلى وفص الكبد، وكلاهما يمكن التبرع بهما من أحياء، أما الأعضاء الأخرى مثل القلب والرئة، فلا تُزرع إلا من متوفين حديثًا، وتحت إشراف حكومي صارم.

ووجه قطب رسالة توعية بأن زراعة الأعضاء علم معقد، وليس سحرًا أسود قائلا: “دعونا نميز بين الخيال والواقع، ونحذر من ترويج الذعر بلا دليل، لأن هذه الشائعات تضر بالثقة في الطب وتُربك الرأي العام دون سبب حقيقي”.

تجارة الأعضاء

وحسم أمين عام نقابة أطباء الإسكندرية الدكتور أحمد عبدالجواد، الجدل حول ما يثار بشأن تجارة الأعضاء، مؤكدًا أن ما يتم تداوله عبر بعض وسائل التواصل الاجتماعي لا يمتّ للواقع بصلة.

وقال الدكتور أحمد عبدالجواد، في تصريحات لـ”تليجراف مصر”، إن النقابة لم تتلقَّ أي بلاغات أو شكاوى رسمية من المواطنين أو الجهات المختصة بشأن وقائع سرقة أعضاء بشرية، محذرا من أن نشر هذه الشائعات يهدد الأمن المجتمعي ويُسيء إلى سمعة المنظومة الطبية دون وجه حق.

وأكد عبدالجواد أن نقابة أطباء الإسكندرية تدعو جميع وسائل الإعلام والمواطنين إلى تحري الدقة والرجوع إلى المصادر الرسمية قبل تداول أي معلومات تتعلق بالصحة العامة، مشددًا على أن النقابة تحتفظ بحقها في اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه مروّجي الأخبار الكاذبة.

المصدر: تيليجراف مصر