تُعد لعبة روبلوكس واحدة من أكثر منصات الألعاب التفاعلية شعبية حول العالم، خاصة بين فئة الأطفال والمراهقين، روبلوكس ليست مجرد لعبة تقليدية، بل هي منصة مفتوحة تتيح للمستخدمين إنشاء ألعابهم الخاصة ومشاركتها مع الآخرين، مما يحول اللاعبين إلى مطورين ومصممين في آنٍ واحد، وفي جوهرها، روبلوكس تمثل بيئة افتراضية ثلاثية الأبعاد تتيح للاعبين استكشاف ملايين العوالم المختلفة التي أنشأها المستخدمون، وكل عالم يحمل فكرة أو تجربة فريدة، وتُعرف هذه التجارب داخل روبلوكس باسم “التجارب” أو “Experiences” بدلاً من “ألعاب”، مما يعكس الطبيعة المتنوعة للمحتوى المتاح.
متى بدأت روبلوكس؟
انطلقت روبلوكس رسميًا في عام 2006، لكنها بدأت تتبلور منذ عام 2004 عندما أسسها “ديفيد بازوكي” (David Baszucki) و”إيريك كاسيل” (Erik Cassel). كان الهدف الأساسي من المنصة في بدايتها هو تعليم الأطفال والمراهقين مبادئ البرمجة والفيزياء بطريقة مرحة وتفاعلية، ومع مرور الوقت، تطورت روبلوكس لتصبح نظامًا ضخمًا يجمع بين اللعب والتعلم والربح، وتحولت إلى شبكة اجتماعية كاملة تحتوي على نظام دردشة، وشراء عناصر، وتصميم شخصيات، وحتى اقتصاد افتراضي متكامل يعتمد على عملة روبوكس (Robux).
وأطلقت رسميا نسخته الأولية في نفس العام تحت اسم “dynablocks”، تم تعديل اسمه في 2005 إلى «روبلوكس» وتم اطلاق صفحته الرسمية في 2006، في عام 2005 ظهرت أول عملة في روبلوكس باسم “Roblox Points” أو نقاط روبلوكس.
وهي لعبة أونلاين متوفرة على أجهزة أندرويد وآي أو إس والحاسب الآلي والأكس بوكس ون مصممة للأطفال والمراهقين من عمر 8-18، حيث ينشئون شخصيتهم الرقمية وتزيينها وتلبيسها، ويمكنهم أيضًا أن يطلقوا العنان لخيالهم ويصنعوا ألعابهم الخاصة، وتستخدم نظام لوا لصنع التأثيرات التي تحدث خلال اللعبة، مصدر ربح روبلوكس الأساسي هو شراء اشتراك “Premium” وهو ليس أساسيًا للعب الألعاب أو لصناعتها، ال «بريميوم» ثلاثة مراتب العادي، والتيربو، والخارق، ولكل واحد مميزاته.
تم تصميم اللعبة لتكون صديقة للأسرة، مع القدرة على تشغيل على مجموعة واسعة من الأجهزة والمنصات، بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر، ماك، أندرويد، آي أو إس، إكس بوكس، وأوكولوس.
من يقف وراء روبلوكس؟
الشخص الرئيسي وراء روبلوكس هو “ديفيد بازوكي”، وهو مهندس ومخترع ورائد أعمال أمريكي من أصول كندية. قبل تأسيس روبلوكس، كان بازوكي مهتمًا بمجال التعليم التفاعلي، وقد أسس شركة “Knowledge Revolution” التي طورت أدوات محاكاة تعليمية في التسعينيات. ساعده في تأسيس روبلوكس زميله الراحل “إيريك كاسيل”، الذي كان شريكًا تقنيًا مهمًا في الرحلة. وقد وُصِف بازوكي بأنه من أكثر الشخصيات تأثيرًا في مجال تكنولوجيا التعليم والترفيه التفاعلي، نظراً لرؤيته التي دمجت اللعب بالتعلم والربح بطريقة مبتكرة ومفتوحة للجميع.
الفكرة الأساسية وآلية اللعب في روبلوكس
تقوم لعبة روبلوكس على فكرة غير تقليدية في عالم الألعاب الإلكترونية، إذ لا تقتصر على تقديم تجربة واحدة ثابتة، بل تُعد بمثابة منصة ضخمة تجمع ملايين “التجارب” أو “العوالم” الافتراضية التي ينشئها المستخدمون أنفسهم. اللاعب في روبلوكس لا يختار لعبة واحدة فحسب، بل يدخل إلى مكتبة مفتوحة تتيح له استكشاف عدد لا حصر له من الألعاب المتنوعة في الأفكار، والأنماط، والتصاميم. يمكن أن ينتقل اللاعب من تجربة قتالية تعتمد على البقاء، إلى محاكاة قيادة القطارات، ثم إلى لعبة اجتماعية تدور أحداثها في مدرسة أو مدينة وهمية. كل تجربة داخل المنصة تمثل عالماً مستقلاً، له قواعده، وهدفه، وطريقة لعبه.
يعتمد أسلوب اللعب في روبلوكس على التفاعل الجماعي عبر الإنترنت، حيث يمكن للاعبين التعاون أو التنافس أو ببساطة التفاعل اجتماعيًا داخل تلك العوالم. وتتم كافة هذه التجارب باستخدام شخصيات افتراضية قابلة للتخصيص، تُعرف باسم “الأفاتار”، ويمكن تعديل مظهرها وملابسها وحتى حركاتها باستخدام عناصر يتم شراؤها من خلال العملة الخاصة بالمنصة: “روبوكس” (Robux).
ما الذي يميز روبلوكس عن غيرها من الألعاب الشهيرة؟
تكمن خصوصية روبلوكس في كونها ليست “لعبة” بالمعنى التقليدي، بل “محرك ألعاب” مفتوح بيد الجمهور. على عكس ألعاب الفيديو التقليدية مثل “فورتنايت” أو “ماينكرافت” أو “بوبجي”، التي تصممها استوديوهات محترفة وتُطرح كتجربة جاهزة، فإن روبلوكس تمنح المستخدمين أنفسهم أدوات التطوير لإنشاء ألعابهم الخاصة. في حين أن ألعابًا مثل فورتنايت وماينكرافت تركز على نوع واحد من التجربة (النجاة، البناء، القتال)، تقدم روبلوكس تنوعًا مذهلًا؛ إذ يمكنك أن تجد داخلها كل أنواع الألعاب، من السباقات، إلى ألعاب الذكاء، إلى المحاكاة الاقتصادية، إلى ألعاب الرعب، بل وحتى تجارب تعليمية.
كذلك، تختلف روبلوكس في طريقة تفاعلها مع اللاعبين، إذ تتيح لهم تخصيص كل تفاصيل تجربتهم، بداية من مظهر الشخصية، ومرورًا بأسلوب اللعب، وانتهاءً بإمكانية تحويل الهواية إلى مصدر دخل من خلال تصميم الألعاب وبيع الأدوات أو الأزياء داخلها.
كيف يمكن لأي مستخدم تصميم لعبة داخل روبلوكس؟
يُعد “Roblox Studio” الأداة الرئيسية التي تقدمها المنصة لأي شخص يرغب في تصميم لعبته الخاصة. هذه الأداة مجانية، وتوفر بيئة تطوير متكاملة (IDE) تتيح للمستخدمين بناء عوالم افتراضية باستخدام أدوات ثلاثية الأبعاد، مع إمكانية البرمجة باستخدام لغة “Lua“، وهي لغة برمجية بسيطة نسبيًا وسهلة التعلم.
يمكن لأي مستخدم، مهما كان عمره أو خبرته، أن يبدأ في تصميم لعبة عن طريق اختيار قالب جاهز (Template) أو بناء بيئة جديدة من الصفر. يتيح Roblox Studio إضافة عناصر متعددة مثل الشخصيات، الأعداء، العقبات، المؤثرات الصوتية، والرسوم المتحركة. كما يمكن ربط العناصر بقواعد منطقية أو سيناريوهات معينة عبر كود برمجي، كأن تتحرك شخصية عند الضغط على زر، أو تظهر رسالة عند بلوغ مستوى معين.
بعد الانتهاء من بناء اللعبة، يمكن للمستخدم نشرها فورًا على المنصة لتصبح متاحة لملايين اللاعبين حول العالم. وتكافئ روبلوكس المطورين من خلال نموذج أرباح يتيح لهم كسب المال الحقيقي عبر نظام تحويل “روبوكس” إلى دولارات، بناءً على عدد اللاعبين، أو المشتريات داخل اللعبة، أو الاشتراكات الشهرية في المنصة.
تعليقات