محامي الأمن القومي الأمريكي لـ”مصر تايمز”: القاهرة تحتفظ بأوراق قوة لا يمكن تقليدها بسهولة من أي دولة

محامي الأمن القومي الأمريكي لـ”مصر تايمز”: القاهرة تحتفظ بأوراق قوة لا يمكن تقليدها بسهولة من أي دولة

في قلب العاصفة التي تجتاح غزة؛ تواجه مصر هجومًا من نوع آخر، ليس فقط على حدودها أو عبر مساعيها الدبلوماسية، بل في ميدان السردية والرأي العام، رغم دورها المركزي في إدارة الأزمات، وتقديم المساعدات، وفتح قنوات الاتصال مع مختلف الأطراف، تتعرض القاهرة لحملات اتهام وتحريض، يغذيها التضليل الإعلامي واستقطاب الخطاب السياسي.

 

وعلى الرغم من مكانة مصر كقوة عربية مركزية لا تزال ثابتة، إلا أن نفوذها يواجه تحديات متزايدة من أطراف إقليمية صاعدة، تسعى للهيمنة على الملف الفلسطيني عبر استخدام غزة كساحة مواجهة مفتوحة لا تخدم سوى مصالحها الضيقة.

 

وفي هذا الصدد، قالت إيرينا تسوكرمان محامي الأمن القومي الأمريكي، إنه لا يزال موقع مصر كقوة تاريخية مؤثرة في العالم العربي راسخًا،  ولا تزال القاهرة تتمتع بمزايا جغرافية ومؤسسية رئيسية، وتواجه هيمنتها الدبلوماسية تحديات متزايدة من قِبَل جهات فاعلة جديدة وأكثر عدوانية، كما تحافظ أجهزتها الاستخبارية على اتصالات حيوية مع حماس، ويتمتع جيشها بقوة و مصداقية.

 

القاهرة ملتزمة بمفهوم الدولة الفلسطينية 

وأضافت إيرنا تسوكرمان محامي الأمن القومي الأمريكي، في تصريحات خاصة لـ“مصر تايمز”، أن القاهرة لا تزال ملتزمة بمفهوم الدولة الفلسطينية وحل الدولتين، مُشددة على استمرار على الاحتياجات الإنسانية للمدنيين في غزة،  ولا يقتصر دور القاهرة على تقديم المساعدات أو التوسط في الهدنات فحسب، بل يشمل أيضًا حماية سلامة القضية الفلسطينية من أولئك الذين يسعون إلى تحويلها إلى أداة مواجهة دائمة لتحقيق مكاسبهم الخاصة.

 

 التظاهر أمام السفارات المصرية والتضليل الإعلامي

وأوضحت: تعكس المظاهرات أمام السفارات المصرية مزيجًا متقلبًا من التضليل الإعلامي، والضيق النفسي، وغياب فهم حقيقي لقيود الأمن القومي المصري. وقد تأججت موجة الغضب هذه بفعل روايات على مواقع التواصل الاجتماعي تُصوّر مصر على أنها غير مبالية، بل ومتواطئة، في معاناة سكان غزة.

 

وتابعت: وغالبًا ما تُشكّل هذه الروايات، عن قصد أو بغير قصد، من خلال دعاية حماس، التي تزدهر بتصوير أي طرف لا يرغب في تبني مواقف متطرفة على أنه مُفلس أخلاقيًا. وقد أكسب رفض مصر الانخراط في هذه الثنائية انتقادات، لكن هذه الانتقادات تُشير إلى استقطاب الخطاب أكثر مما تُشير إلى سياسات القاهرة الفعلية.

واختتمت حديثها قائلة: في نهاية المطاف، ليس دور مصر في حرب غزة تلبية مطالب الغضب الشعبي، بل تمهيد الطريق نحو التهدئة والاستقرار دون المساس بسلامتها الوطنية. ورغم أن الاحتجاجات غير ملائمة سياسيًا، إلا أنها تتيح فرصة سانحة: إذ تُجبر القاهرة على توضيح منطقها، والدفاع عن سياساتها، واستعادة روايتها من الجهات الأيديولوجية التي تستغل المعاناة لإدامة الصراع. إذا واجهت مصر هذا التحدي بوضوح وعزيمة، فقد لا تصمد قيادتها أمام الانتقادات فحسب، بل قد تخرج منه أقوى.

المصدر: مصر تايمز