تُظهر المشاريع المستقبلية مثل نيوم وذا لاين -وهي مدينة خطية بطول 170 كيلومترًا خالية من الانبعاثات- التزام الحكومة السعودية الراسخ بمستقبل أكثر خضرة. وتهدف مبادرات أخرى، مثل المبادرة السعودية الخضراء إلى زراعة 10 مليارات شجرة، واستعادة النظم البيئية المتضررة، وخفض الانبعاثات بشكل كبير بحلول عام 2060. كما تخطط المملكة للوصول إلى 58.7 جيجاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، مع التركيز على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر.
يُتيح هذا التحول فرصًا كبيرة للشركات الإيطالية، التي لطالما كانت رائدة في مجالات الطاقة المستدامة، والهندسة البيئية، وإدارة النفايات، وكفاءة الطاقة. ويمكن للشركات الإيطالية المتخصصة في تركيبات الطاقة الشمسية، وتوربينات الرياح، وأنظمة الشبكات الذكية، ومعالجة المياه، وتقنيات البناء الأخضر، أن تجد في المملكة العربية السعودية سوقًا سريع النموّ، متعطشًا للابتكار.
هناك أيضًا إمكانات واعدة للتعاون الأكاديمي والعلمي بين إيطاليا والمملكة العربية السعودية، من خلال مشاريع بحثية مشتركة، وتبادل المعرفة، وبرامج تدريبية للمتخصصين في المجالات البيئية والتكنولوجية. وفي هذا السياق، يمكن للمؤسسات الإيطالية أن تلعب دورًا حيويًا في تسهيل التواصل، وتعزيز البعثات التجارية، ودعم الاستثمار.
في الختام، لا يُعدّ التحوّل الأخضر في المملكة العربية السعودية مجرد إشارة إيجابية لمستقبل كوكبنا، بل يُمثّل أيضًا فرصةً قيّمةً للصناعة الإيطالية. فمن خلال التركيز على الابتكار والاستدامة والتوسّع العالمي، يُمكن للشركات الإيطالية أن تُصبح مساهمةً فاعلةً في هذا التحوّل التاريخي.
(*) خبيرٌ إيطاليٌّ في العلاقات الدولية
تعليقات