
في إطار جهوده المتواصلة لدعم الأشقاء في قطاع غزة، عقد التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي صباح اليوم مؤتمرًا صحفيًا رسميًا أمام معبر رفح البري، وذلك عقب انطلاق القافلة الإغاثية الحادية عشرة، والتي تُعد من أكبر القوافل الإنسانية التي أطلقها التحالف منذ بداية الأزمة في 7 أكتوبر 2023.
وقد ضمّت القافلة أكثر من 200 شاحنة محمّلة بما يزيد عن 4000 طن من المواد الغذائية الأساسية، شملت الدقيق، البقوليات، المعلّبات، والوجبات الجافة، وتم تجهيزها بالتنسيق الكامل مع الجهات المعنية لتنسيق المساعدات المصرية، لضمان سرعة وكفاءة وصولها إلى مستحقيها داخل القطاع.
شهد المؤتمر حضورًا لافتًا لعدد من القيادات التنفيذية وممثلي منظمات المجتمع المدني، حيث أكدوا جميعًا على التزامهم الوطني والإنساني الثابت تجاه دعم الأشقاء في فلسطين، مشددين على أن هذه القوافل تمثل نموذجًا فريدًا من الشراكة بين الدولة والمجتمع المدني، وتجسيدًا حيًا لدور مصر الريادي في العمل الإنساني الإقليمي.
واستُهل المؤتمر بكلمة افتتاحية من الأستاذ حاتم متولي – نائب رئيس الأمانة الفنية للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، وجاء فيها: “ما نشهده اليوم ليس مجرد عرض شاحنات، بل رسالة حب ومؤازرة محملة بالأطنان من المواد الغذائية الأساسية، أعدّها متطوعون مصريون من مختلف المحافظات، هدفهم الوحيد هو إيصال المساعدات لأهلنا في أسرع وقت، وتخفيف جزء ولو بسيط من معاناتهم اليومية.
ونؤكد أننا جميعًا نكمل المسيرة التي بدأناها منذ اليوم الأول، وسنظل دائمًا على العهد، مدفوعين بواجبنا الوطني والعربي والإنساني.”
ثم ألقت الدكتورة آمال إمام – المدير التنفيذي لجمعية الهلال الأحمر المصري كلمتها، وأوضحت:”أن عدد الشاحنات التي دخلت قطاع غزة تجاوز 36 ألف شاحنة، في مشهد يعكس التزامًا وطنيًا وإنسانيًا ثابتًا من الدولة المصرية، موضحة أن القوافل تتم وفق أعلى معايير التنسيق الطبي واللوجستي.”
تبعها الدكتور محمد رفاعي – الرئيس التنفيذي لمؤسسة مصر الخير، حيث صرّح قائلاً:”غزة ستظل دائمًا على رأس أولوياتنا الإنسانية. ساهمنا بما يفوق 3 آلاف شاحنة مساعدات، ونؤكد أن ما يحدث في غزة يتطلب موقفًا دوليًا عاجلاً تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مآسي إنسانية.”
ثم جاءت كلمة الدكتورة مروة ياسين – رئيس مجلس إدارة جمعية الباقيات الصالحات، التي ذكرت:”أن الجمعية تواصل جهودها لتوفير الدعم الغذائي والاحتياجات الأساسية للأسر والأطفال، مشيرة إلى أن القوافل تمثل واجبًا وطنيًا ودينيًا وأخلاقيًا لا تراجع عنه.”
وألقت الدكتورة يوستينا ثروت – عضو مجلس أمناء مؤسسة حياة كريمة، كلمتها، مؤكدة أن:”هذه القافلة ليست مجرد مساعدات، بل تعبير صادق عن التضامن الشعبي المصري. العمل التطوعي هو جوهر العمل الإنساني، والشباب هم القوة الدافعة لهذا الجهد.”
وأعقبها المهندس حامد إبراهيم – نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة صُناع الحياة، الذي أشار إلى أن:”المؤسسة ساهمت في تجهيز المساعدات ضمن أسطول متكامل من الشاحنات. ما يُميز هذه القافلة هو مشاركة نحو 500 متطوع، جسدوا روح التضامن والعمل الجماعي.”
ثم تحدث الأستاذ محمد مشهور – منسق القوافل والعمل الميداني بمؤسسة أبو العينين، قائلاً: “واجهنا تحديات لوجستية كبيرة، لكننا تغلبنا عليها بروح العمل الجماعي. نعلم أن هناك من ينتظر هذه المساعدات على الجانب الآخر، وهذا ما يدفعنا للاستمرار.”
تلتها كلمة الأستاذ أحمد جمال – المستشار الإعلامي لمؤسسة صناع الخير، حيث أكد:
“الإعلام شريك استراتيجي في توثيق هذه اللحظة الإنسانية. ما يقدمه التحالف يعكس موقف مصر الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، ويُظهر حجم الجهود الجبارة التي تبذلها الدولة والمجتمع المدني معًا.”
واختُتمت الكلمات الرسمية بكلمة السفيرة نبيلة مكرم – رئيس الأمانة الفنية للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، صرّحت فيها:
“أن التحالف تحرك منذ اللحظة الأولى لاندلاع الأزمة، وتمكّن من تسيير قوافل إغاثية تجاوزت حمولتها 63 ألف طن من المساعدات، مشيرة إلى أن القافلة الحادية عشرة جاءت نتيجة تعاون 13 مؤسسة أهلية. كما أشادت بجهود المتطوعين ودورهم في تعزيز العمل الإنساني، مؤكدة أن التحالف يُجسّد توجه الدولة المصرية في تقديم الدعم الإنساني العاجل.”
وفي فقرة الأسئلة المفتوحة للصحفيين، شارك كل من السفيرة/ نبيلة مكرم، واللواء/ خالد مجاور – محافظ شمال سيناء، والدكتورة آمال إمام، حيث أجابوا عن استفسارات وسائل الإعلام وأكدوا على استمرار تدفق المساعدات عبر معبر رفح باعتباره شريان الحياة لأهالينا في غزة.
وأكد جميع الحضور أن هذه القافلة تأتي في إطار تنفيذ توجيهات القيادة السياسية وعلى رأسها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي شدد مرارًا على أن معبر رفح سيظل بوابة إنسانية مفتوحة، وأن مصر لن تتوانى عن تقديم كل أشكال الدعم لأشقائنا في غزة.
وتؤكد القافلة الإغاثية الحادية عشرة على أن التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي سيظل ركيزة رئيسية في دعم القضايا الإنسانية، وشريكًا فاعلًا في مواجهة الكوارث والأزمات، بما يُجسّد ريادة مصر في العمل الإغاثي الإقليمي والدولي.
المصدر: مصر تايمز