
بين الركلات الصغيرة و عبث الكراهية، فيديو لأطفال إسرائيليين ييدمرون المساعدات الموجهة لغزة يُشعل الغضب، ويكشف عمق الانحدار الأخلاقي الذي يصنعه التحريض السياسي في النفوس الصغيرة.
ففي لحظة تختصر ملامح الأزمة، وثّقت عدسات الهواتف مقطعا صادما يظهر أطفالا إسرائيليين وهم يدمرون مساعدات إنسانية كان يفترض أن تصل إلى أطفال غزة الجوعى والمنهكين من الحرب.
لم يكن المشهد مجرد عبث عابر، بل مرآة تعكس كيف تتسرب لغة الكراهية من قاعات السياسة إلى أقدام الصغار، حيث تُركل الرحمة، ويُسحق الأمل.
وفي هذا الصدد علقت إيرينا تسوكرمان محامي الأمن القومي الأمريكي، على الفيديو الذي يُظهر أطفالًا إسرائيليين صغارا يدمروا المساعدات الإنسانية التي ينتظر وصولها إلى غزة، أن ذلك ليس مجرد عمل تخريبي معزول عن الأخلاقيات، لا يتعلم الأطفال ركل الطعام المُخصَّص للمدنيين الجائعين بأنفسهم. إنهم يمتصون هذا الازدراء من البالغين من حولهم.
و أوضحت إيرينا تسوكرمان محامي الأمن القومي الأمريكي، خلال تصريحات خاصة لـ “مصر تايمز”، في إسرائيل اليوم، غالبا ما يُوجَّه هؤلاء البالغون بخطاب مُشعلي الحرائق السياسيين مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.
وأضافت: لقد بنى هؤلاء الأشخاص مسيرتهم المهنية على إثارة الخوف والشك، ونظرة عالمية صفرية لا ترى في المبادرات الإنسانية أعمالا لائقة، بل خيانةً للقوة الوطنية. بدلًا من وضع استراتيجية لمكافحة التطرف، سواء داخل حماس أو داخل المجتمع الإسرائيلي، اختاروا الطريق الأسهل وهو تغذية الاستياء الشعبي.
خلل أخلاقي يهدد سلامة الديمقراطية
وتابعت تتسرب لغتهم من البرلمان إلى الملاعب، عندما تُشوّه شاحنات المساعدات ويُصوَّر التعاطف على أنه ضعف، فلا عجب أن يبدأ الجيل القادم بعكس هذه المواقف بوضوحٍ مُدمِّر.
كما أشارت محامي الأمن القومي الأمريكي، أن هذه الحلقة المفرغة من ردود الفعل قاتلة، إقد تُدمّر مساحة التعاطف، وتضمن تجنيد حتى الأطفال كمشاركين في حرب الرموز والكراهية، إذا كان الفيديو حقيقيا، فهو ليس مجرد لحظة بشعة، بل تحذير يجب على الحكومة الإسرائيلية إدانة هذه الأفعال، والثقافة الاجتماعية التي تسمح بها، إدانةً قاطعة و يجب التحقيق فيها، ليس كحوادث علاقات عامة محرجة، بل كمؤشرات على خلل أخلاقي يهدد سلامة الديمقراطية والمجتمع الإسرائيليين على المدى الطويل، عندما يُعلّم الأطفال الازدراء بدلًا من الضمير، لا يمكن ضمان أي نصر عسكري، وعندما تفشل المجتمعات في رسم خطوط حمراء حول الكرامة الإنسانية الأساسية على جانبي الحدود، فإن هذه الخطوط لا تختفي، إنها ببساطة تتلاشى، حتى لا يبقى للضمير أي مجال.
المصدر: مصر تايمز